من المهمات التي ينبغي معرفتها لصانع الحجامة:معرفة مواضع الحجامة من جسد الإنسان،وهذه المواضع:سيأتي ذكرها في قسمين :
1- القسم الأول: المواضع التي احتجم عليها النبي صلى الله عليه و سلم من جسده الشريف،مقتصراً على ما صح عنه صلى الله عليه و سلم من المواضع،وقد أنبه على بعض ما لم يصح لمناسبة في ذلك.
2- القسم الثاني:ما ذكره الأطباء المتقدمون،وغيرهم في مصنفاتهم من مواضع الحجامة،مُتْبِعَاً ذكرَ كلامِ الأطباء المعاصرين،وأصحاب الخبرة والاختصاص في علم صناعة الحجامة .
القسم الأول:المواضع التي ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم الاحتجام عليها:
( الحجامة وسط الرأس ):
1-روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: (( احتجم النبي صلى الله عليه و سلم في رأسه وهو محرم،من وجع كان به ، بماء يقال له:لحى جَمَلٍ)) .
وفي رواية عنه-رضي الله عنه-: (( أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به )) .
2-وعن عبد الله بن بحينة - رضي الله عنه-: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجـم بلَحْيِ جَمَلٍ من طريق مكة،وهو محرم،في وسط رأسه )) أخرجه البخاري،ومسلم بدون ذكر: ((لحي جمل )) .
قوله: ((لحي جمل )) قال الحافظ في فتح الباري(4/51و10/152)
قوله:بلحى جمل بفتح اللام وحكى كسرها وسكون المهملة وبفتح الجيم والميم موضع بطريق مكة )) .
ثبت في سنن أبي داود، وغيره،عن أبي هريرة –رضي الله عنه-
( أنَّ أبا هند حجم النبي صلى الله عليه و سلم في اليافوخ )) .
اليافوخ: هو وسط الهامة حيث ملتقى عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره (1) .
( الحجامة في الأخدعين والكاهل ) :
عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال
( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحتجم في الأخدعين والكاهل …)) رواه الترمذي ،وأبو داود بلفظ: ((أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل )) حديثٌ حَسَنٌ .
___________________
1-انظر: المخصص،لابن سيده :(1/55) .
الأخـدعان : عرقان في جانبي العنق .
قال صاحب لسان العرب-مادة:خدع-
الأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِـيّان فـي موضع الـحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ علـى أَحدهما فـيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِن الوَرِيد . وفـي الـحديث: أَنه احْتَـجَمَ علـى الأَخْدَعَين والكاهل؛ الأَخدعانِ: عرقان فـي جانِبَـي العُنق قد خَفِـيا وبَطَنا،و الأَخادِعُ الـجمع؛وقال اللـحيانـي:هما عِرقان فـي الرقبة، وقـيل: الأَخدعان الوَدجانِ ) .
والكاهل: ما بين الكتفين،عند الفقرة السابعة من الفقرات العنقية .
وقوله: (( ثلاثاً )) أي اثنتين في الأخدعين،وواحدة في الكاهل(1) .
( الحجـامةُ على الـورك ) :
ثبــت عند أبي داود في سنــنه،وغيره من طــريق أبي الزبير عن جـابر-رضي الله عنه-: (( أن النبي صلى الله عليه و سلم احتجم على وركه من وثء كان به )) .
قوله على وركه : بفتح الواو وكسر الراء ،وفي القاموس:الورك بالفتح والكسر ككتف ما فوق الفخذ .
ـــــــــــــــــ
1-انظر: المجموع شرح المهذب(9/57) .
وقوله من وثء : بفتح واو وسكون مثلثة آخره همزة،والعامة تقول بالياء ،وهو غلط،وهو:وهن،أو وجع يصيب اللحم ولا يبلغ العظم ،أو وجع يصيب العظم من غير كسر (1) .
( الحجـامة على ظهر الـقـدم ) :
ثبت في مسند الإمام أحمـد،وسنن أبي داود،والنسائي عن أنس-رضي الله عنه-: (( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجم وهو محرم،على ظهر القدم من وجع كان به )) .
ــــــــــــــــ
1-انظر: عون المعبود: (10/245)،وحاشية السندي على سنن النسائي: (5/193) .
فـائـدة :
( الحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة،أو نُقْرة القفا ) :
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم الحث على الاحتجام في جوزة القمحدوة ،أونقرة القفا،وكذلك روي عنه عليه الصلاة والسلام:المنع من الاحتجام عليها،وكلُّ ذلك لا يصح عنه صلى الله عليه و سلم .
1-(( عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة،فإنها دواء من اثنتين وسبعين داء وخمسة أدواء،من الجنون،والجذام،والبرص،ووجع الضرس )).
الحديث:ضعيف.انظر: ضعيف الجامع: (رقم3762) .
2-(( الحجامة في نُقْرة الرأس تورث النسيان،فتجنبوا ذلك )).
الحديث: موضوع.انظر: المنار المنيف،ابن القيم: (ص59)والأسرار المرفوعة،للقاري: (168)والإتقان،للغزي: (631)والغماز على اللماز،للسمهودي: (93)والفوائد المجموعة،للشوكاني:(841)والكشف الإلهي،للطرابلسي: (1/341)والمقاصد الحسنة،للسخاوي: (1/388)وتذكرة الموضوعات:(207)وكشف الخفاء: (1/1106)وأسنى المطالب،للحوت: (573).
القَمَحْدُوَة،أو نُقْرَةُ القَفا،هي:حفرةٌ آخر الدماغ ،كما في المصباح المنير
ص761).
وقد اختُلفَ في الاحتجام في نُقرة القفا على قولين :
القول الأول:
اختار قومٌ المنع،وعللوا ذلك:بأن الحجامة على نُقْرَة القفا تورث النسيان،وذلك أنَّ مؤخر الدماغ موضع الحفظ،ولما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم من النهي في ذلك (1) .
القول الثاني:
أنَّ الحجامة نافعة في نُقْرَة القفا،وقد دلَّ على ذلك الطب والواقع العملي،والشرع-أيضاً-.
والجواب على المعترض:
أولاً:الحديث الذي ورد فيه ذكر النهي لا يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم فبطل التعليل به.
ثانياً:نوافق المانعين الرأي أنَّ الحجامة إذا استعملت بغير ضرورة تضعف مؤخر الدماغ،أمَّا إذا استعملت لغلبة الدم عليها:فإنها نافعة للمحتجم طباً وشرعاً؛فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنَّه احتجم في عدة أماكن من قفاه،بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك؛واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته (2) .
الترجيح:
هو اختيار القول الثاني،لقوته من حيث التعليل الشرعي،وكذلك التعليل الطبي .
__________________
انظر:القانون،لابن سينا:(1/309) .
انظر:الطب النبوي،لابن القيم
ص 44) .
فـصـل:
المواضع التي احتجم عليها النبي صلى الله عليه و سلم هي من باب ما دعت إليه الضرورة والحاجة،وليس من باب الإلزام،والاقتصار عليها .
نعم هناك حكمٌ كثيرةٌ لفعل النبي صلى الله عليه و سلم الاحتجامَ في هذه المواضع،وقد دلَّ عليها،وبينها الطب قديماً وحديثاً .
لكنَّ تَقديم هذه المواضع عند فعل الحجامة لحفظ الصحة مطلقاً، أو عند وجود العلة المشابهة التي فعل النبي صلى الله عليه و سلم الحجامةَ من أجلها،قد يكون مستحباً، أو مطلوباً. وذلك لأن أفعال النبي صلى الله عليه و سلم وحثَّه في أمور الطب من باب التشريع،وليس من باب المشورة وإبداء الرأي في أمر من أمور الدنيا،كما قال ذلك ابن خلدون،ومن وافقه من المتقدمين،وبعض من المعاصرين ! .
قال ابن خلدون في مقدمته: (ص 493):
(وللبادية من أهل العمران طبٌّ يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص، ويتداولونه متوارثاً عن مشايخ الحيِّ وعجائزه،وربما يصح منه البعض،إلاَّ أنه ليس على قانون طبيعي،ولا عن موافقة المزاج،وكان عند العرب من هذا الطب كثير،وكان فيهم أطباء معروفون: كالحارث بن كلدة وغيره،والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل،وليس من الوحي في شيء،وإنما هو أمر كان عادياً للعرب،ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه و سلم من نوع أحواله التي هي عادة وجبلَّةٌ،لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل،فإنه صلى الله عليه و سلم إنما بُعثَ ليعلمنا الشرائع،ولم يُبعث لتعريف الطب،ولا غيره من العاديات.
وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقـع،فقال: (( أنتم أعلم بأمور دنياكم )).فلا ينبغي أن يحمل شيء من الذي وقع من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع،فليس هناك ما يدل عليه،اللهم إلاّ إن استعمل على جهة التبرك،وصدق العقد الإيماني،فيكون له أثر عظيم في النفع،وليس ذلك من الطب المزاجي،وإنما هو من آثار الكلمة الإيمانية،كما وقع في مداواة المبطون بالعسل ونحوه ) .
الجواب على هذا الاعتراض :
أقول: لـمَّا كانت شريعةُ الإسلام مبنيةً على جلب المصالح وتكثيرها،ودرء المفاسد وتقليلها،وكان من مقاصد الشريعة:حفظ النفس،اندرج علم الطب في ضرورة حفظ النفس،إذ حفظ النفس هو المقصد الثاني من مقاصد الشريعة بعد حفظ الدين.
وعـلم الطـب:إنَّما وضِعَ خـادماً لهذا المقصـد،وفي هـذا يقول الإمـام العزُّ بن عبد السلام –رحمه الله-: (والطب كالشرع،وضع لجلب مصالح السلامة والعافية،ولدرء مفاسد المعاطب والأسقام ) (1) .
ــــــــــــــــــ
1-انظر:قواعد الأحكام:(1/4) .
فقرن –رحمه الله-علم الطب بعلم الشرع ، بجامع جلبهما لمصالح السلامة والعافية،ودفعهما لمفاسد المعاطب والأسقام (1) .
وقد جاءت أحاديث صحيحة كثيرة حاثةً على تعلم الطب،والأمر بالتداوي ، والحض على اختيار الطبيب الحاذق .
وكان نبينا صلى الله عليه و سلم يراعي صفات الأطعمة،وفوائدها،ويراعي استعمالها على قاعدة الطب (2) .
قال الإمام الذهبي –رحمه الله-: ( فالطب من السنن القائمة،لأنه صلى الله عليه و سلم فعله وأمر به) (3) .
وما ورد في أدلة الشريعة: دليلٌ ظاهرٌ على أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم يرى هذا العلم معتبراً .
_________________
1-انظر:التداوي والمسؤولية الطبية
ص93) .
2-انظر:التراتيب الإدارية،للكتاني: (1/456) .
3- الطب النبوي
ص 219) .
فعلم مما تقدم:أنه لا يصح أن يقال أن ما فعله، أو قاله النبي صلى الله عليه و سلم في أمور الطب من القياس،أو التجربة والاجتهاد القابل للخطأ والصواب،فهذا ممتنعٌ حفاظاً على أرواح الناس .
ولأن الوارد في الكتاب والسنة هو تشريعٌ يجب الأخذ به،وأيضاً:الشريعة الإسلامية بشمولها وثباتها،لها فضل السبق لكلِّ تقعيدٍ طبي،أو مواضعة عصرية في مجال الرعاية الصحية،وحفظ الصحة،سواء كان ذلك الطب وقائياً،أو علاجياً.
وحمداً لله فقد أثبت الطب الحادث:أنَّ كلامه صلى الله عليه و سلم في أمور الطب معجزة من معجزاته .
وختاماً يُقالُ لمن داخل قلبه نَوعُ شُبهةٍ:إن طب النبي صلى الله عليه و سلم ليس كطب الأطباء،
فإنَّ طب النبي صلى الله عليه و سلم :مُتَيَقَّنٌ قطعيٌّ إلهي صادر عن الوحي،ومشكاة النبوة،وكمال العقل،وطب غيره أكثره حَدَسٌ وظنون وتجارب،ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة،فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء له،وكمال التلقي له:بالإيمان والإذعان.
فهذا القرآن-الذي هو شفاءٌ لما في الصدور-إنْ لم يُتلقَّ هذا التلقي:لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها؛بل لا يزيد المنافقين إلاَّ رجساً إلى رجسهم،ومرضاً إلى مرضهم .
وأين يقع طبُّ الأبدان منه؟!فطب النبوة لا يناسب إلاَّ الأبدان الطيبة:
كما أنَّ شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة،والقلوب الحية.فإعراض الناس عن طبِّ النبوة:كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن،الذي هو:الشفاء النافع.
وليس ذلك لقصور في الـدواء،ولكن لخبث الطبيعة،وفساد المحل وعدم قبوله.والله الموفق ) (1) .
ــــــــــــــــ
1 انظر: الطب النبوي،لابن القيم:(27-28) .
القـسم الثاني:
( مواضع الحجامة التي ذكرها الأطباء المتقدمون،وغيرهم في مصنـفاتهم،وكذلك ما ذكره الأطباء المعاصرون،وأصحاب الخبرة والاختصاص في علم صناعة الحجامة من هذه المواضع ) .
ذَكَرَ المتقدمون من الأطباء وغيرهم في تضاعيف مؤلفاتهم جملةً من المواضع،منها:
1-( الحجامة وسط الرأس ) :
وهي نافعة: من الصداع، والنعاس، ووجع الضرس،ومن سُقِيَ سُمَّاً،وظلمة البصر،وغير ذلك .
2-( الحجامة على نُـقْرَةِ القفا ):
نافعة: من السواد تحت العين،والنتوء العارض فيها،ومن ثقل الحاجبين والجفن، ومن جربه –أيضاً-وتنفع كثيراً من أمراض العين.إلاَّ أنها تفعل عند الحاجة لا غير،كما تقدم تفصيله عند الحديث عن الاختلاف في حجامة نُقرة القفا.
3-( الحجامة على الأخدعين ) :
نافعة: من أمراض الرأس،وأجزائه: كالوجه،والأسنان،والأذنين، والعينين،والأنف، والحلق،وغير ذلك .
4-( الحجامة على الكاهل ) :
نافعة: من وجع المنكب والحلق،وأمراض الطحال، والكبد،والصدر،وغير ذلك .
5-( الحجامة تحت الذَّقَنِ ) :
نافعة: من وجع الأسنان،والوجه،والحلقوم إذا استعملت في وقتها،وتُنقي الرأس والكتفين .
6-( الحجامة أسفل الظهر ) :
نافعة : من وجع الظهر،والكلى،والمثانة وأمراضها:كالسلس وحرقة البول،ومن دماميل الفخذ،وجربه،وبثوره،ومن داء النِّقْرِس،وداء الفيل،والبواسير،وآلام الرحم،ومن حكة الظهر.
7-( الحجامة على الفخذين ) :
الحجامة على الفخذين من الأمام نافعة: من ورم الخصيتين،وخرَّاجات الفخذين والساقين .
ومن الخلف نافعة: من الأورام ،والخراجات الحادثة في الإليتين .
8-( الحجامة على الركبة ) :
نافعة: من جميع آلام الركبة،والقروح الرديئة .
9-( الحجامة على الساق ) :
نافعة: من قروح الساقين،والنقرس، وعرق النسا،ونافعة لصحة الدماغ.
10-( الحجامة على ظهر القدم ) :
نافعة: من قرح الفخذين والساقين،وانقطاع الطمث- الدورة الشهرية عند النساء-والحِكَّةِ العارضة في الخصيتين .
وغير ذلك من المواضع المبسوطة عندهم (1).
____________________
1-انظر:القانون،لابن سينا:(1/309-310)وكتاب المنصوري في الطب،لأبي بكر الرازي: (ص331) وتذكرة داود:(2/88)وتسهيل المنافع: (53) والرسالة الذهبية في الطب،للإمام علي الرضا: (ص162)والطب النبوي،لابن القيم: (ص43-45)والمنهج السوي في الطب النبوي،للسيوطي: (ص252إلخ)والإبداعات الطبية لرسول الإنسانية
ص207)وفتح الباري: (10/149)وفيض القدير: (3/404)ونيل الأوطار:(9/98)وعون المعبود: (10/242)وتحفة الأحوذي:(6/174-175) والآداب الشرعية ،لابن مفلح .
فَـصْـلٌ :
وأمَّا الأطباء المعاصرون،وكذلك أصاحب الخبرة والاختصاص في علم الحجامة.
فيذكرون هذه المواضع اعتماداً منهم على الاستقراء والتجارب.
وكثير منهم يستمدون تلك المواضع من مسارات الطاقة(1) في جسد الإنسان،وهي الطريقة المتبعة عند الصينيين في علاجهم المسمى
بالإبر الصينية ).
ويرى الأطباء: أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل مراتٍ عدة من الإبر الصينية.
معللين ذلك،بقولهم:
1- إن الإبر الصينية تعمل على نقطة صغيرة،وأمَّا الحجامة،فتعمل على دائرة قطرها: 5 سم تقريباً .
2- الإبر الصينية :يتم بها تنبيه مراكز الإحساس لا غير .
أمَّا الحجامة: فيتم بها تنبيه مراكز الإحساس،إضافةً إلى تحريك الدورة الدموية،وتنبيه جهاز المناعة (2) .
3- الإبر الصينية: في استعمالها نوعُ مخاطرة،منها:
أ-تدمير الأنسجة:وهو ما يمكن أن يحصل عند إدخال الإبرة،فـتدمِّر الأوردة والأعصاب،أو حتى بدرجة أقل:أعضاءً كبيرة كالرئتين مثلاً.
وهنا يمكن أن يخرج الهواء من الرئة المثقوبة،ويدخل في الحيز المجاور،فيُحدِثُ ضغطاً متزايداً يؤدي إلى توقف الرئة عن العمل والاختناق .
ــــــــــــــ
1-ينظر في معرفة المسارات:كتاب دليل البدائل الطبية،للدكتورة:سامية حمزة عزَّام: (ص208)والطب البديل،لغسان نعمان: (ص 173).
2- انظر:موقع المالكي للمعلومات الصحية ،على شبكة الإنترنت .
أمَّا إذا دُمِّرت الأعصاب،فيمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام عصبية،أو فقدان للإحساس، أو غير ذلك .
ب-إسكات المرض: وهذا يحصل إذا ما استطاع العلاج بالإبر تخليص المريض من أعراض المرض ،كالآلام مثلاً،فيعتقد المريض بأن حالته تتحسن،في حين أنَّ المرض يتقدم نحو الأسوأ.فمثلاً: إذا كان ألم الظهر مصاحِباً للسرطان،فإنه يمكن للعلاج بالإبر أن يزيل الألم،فيعتقد المريض بأنَّ الحالة تتحسن،في حين أنَّ الأورام مستمرة بالانتشار (1).وهذه السلبيات المذكورة منتفية الوجود في الحجامة .
واستطاع المهتمون بالحجامة:تحديد مواضعها من خلال مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال(2) فكل عضو في الجسم له أعصاب تغذيه،وأخرى لردود الأفعال،ومن ثمَّ يظهر لكل مرض رد فعل يختلف مكانه(3) .
ووجدوا :أنَّ الحجامة على الغدد الليمفاوية تقوم بتنشيطها،وتقوي المناعة،وتجعلها تقاوم الأمراض ،والفيروسات،مثل فيروس:c .
وغـير ذلك من الفـوائد التي سيأتي ذكرها عند الحديث عن فـوائد الحجـامة-إن شاء الله - .
-انظر:الطب البديل
ص192) .
2-انظر في معرفة ذلك:دليل البدائل الطبية:(164).
3-انظر تفصيل ذلك:في موقع:إسلام أون لاين،على شبكة الإنترنت .
أقول :
نظراً لتقدم أبحاث الطب المعاصر:أمكن الاستفادة من معرفة توزيع الأعصاب على الجلد،والأحشاء الداخلية لتحديد الأماكن التي تستعمل عليها الحجامة: للحصول على الفائدة المرجوة.
ونستطيع الاستفادة كثيراً في هذا المجال من الخرائط التشريحية الصينية المستعملة في العلاج بالإبر الصينية،بالإضافة إلى كتب التشريح ،ووظائف الأعضاء(1)من أجل الحصول على المزيد من الفوائد الطبية للحجامة.
____ ________________