Admin Admin
عدد الرسائل : 232 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: تحذيــر: لا تفعل وإن كنت صادقا .. الثلاثاء فبراير 26, 2008 11:16 am | |
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يدخل الجنة قَتَّات ) ..
الصحيحة رقم ( 1034 ) ..
( لا يدخل الجنة قتّات ) ؛ وهو : النّمّام . يقال : قَتّ الحديث يَقُتّه ؛ إذا زوّره وهيأه وسوّاه .
وقيل :
النّمّام : الذي يكون مع القوم يتحدثون فيَنِمّ عليهم .
والقتّات :
الذي يتسمّع على القوم وهم لا يعلمون ثم يَنِمّ .
والقَسّاس :
الذي يسأل عن الأخبار ثم يَنُمها
قال الله تعالى : ( ولا تطع كلّ حلاّف مهين * همّاز مشــّاء بنميم )
قال العلامة الشوكاني في تفسيره " فتح القدير " :
( هماز مشاء بنميم ) الهماز : المغتاب للناس . قال ابن زيد : هو الذي يهمز بأخيه .
وقيل : الهمّاز ، الذي يذكر الناس في وجوههم ، واللماز الذي يذكرهم في مغيبهم ، كذا قال أبو العالية والحسن وعطاء بن أبي رباح . وقال مقاتل عكس ذلك .
( والمشاء بنميم ) : الذي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم
يقال نمّ ينم : إذا سعى بالفساد بين الناس ومنه قول الشاعر :
ومولى كبيت النمل لا خير عنده + لمولاه إلا سعيه بنميم
قال العلامة السعدي في تفسيره " تيسير الكريم الرحمن " :
( همّاز ) أي : كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء ، وغير ذلك .
(مشاء بنميم ) أي : يمشي بين الناس بالنميمة وهو : نقل كلام بعض الناس لبعض ، لقصد الإفساد بينهم ، وإيقاع العداوة و البغضاء.
وفي الحديث الصحيح المتفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة نــــمـــّام.
وفي حديث ابن عباس في الصحيحين : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يُعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن محمداً صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم ما العَـضْـةُ ؟ هي النميمة القالة بين الناس مسلم
قال يحيى بن أبي كثير : يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر.
وعن كعب قال : اتقوا النميمة فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر.
وروى منصور عن مجاهد : حمالة الحطب ، قال : كانت تمشي بالنميمة.
قال أهل العلم : النميمة نقل الكلام من قوم إلى آخرين وتزيينه بالكذب ؛ ليحدث بينهم شر وفساد .
قيل في مثل النمـّام :
فأنت امرؤ إما ائتمنتك خالياً + فخنتَ وإما قلت قلا بلا علم فأنت من الأمر الذي كان بيننا + بمنزلة بين الخيانة والإثم
اخي لاتنم عن اخيك او عدوك ولو كنت صادقا
المشروع من النميمة والتجسس:
جاء في صحيح مسلم ج 1 ص 101: [105] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي واللفظ له أخبرنا بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال : كنا جلوسا مع حذيفة في المسجد فجاء رجل حتى جلس إلينا فقيل لحذيفة إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء فقال حذيفة إرادة أن يسمعه سمعت رسول الله ي يقول( لا يدخل الجنة قتات.).
قال النووي في شرح الحديث 2 \ 113: وكل هذا المذكور فى النميمة اذا لم يكن فيها مصلحة شرعية فان دعت حاجة اليها فلا مانع منها وذلك كما اذا أخبره بأن انسانا يريد الفتك به أو بأهله أو بماله أخبر الامام أومن له ولاية بأن انسانا يفعل كذا ويسعى بما فيه مفسدة ، ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وازالته فكل هذا وما أشبهه ليس بحرام وقد يكون بعضه واجبا وبعضه مستحبا على حسب المواطن والله أعلم.
وجاء في صحيح البخاري ج 2 ص 932: [2495] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سالم سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول انطلق رسول الله ي وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها بن صياد حتى إذا دخل رسول الله ي طفق رسول الله ي يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة فرأت أم ابن صياد النبي ي وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف – وهو اسمه ء : هذا محمد فتناهى بن صياد ، قال رسول الله ي : لو تركته بين.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في شرحه لهذا الحديث ج 6 ص 174: " وفي قصة ابن صياد : 1ـ اهتمام الإمام بالأمور التي يخشى منها الفساد والتنقيب عليها . 2ـ وإظهار كذب المدعى الباطل وامتحانه بما يكشف حاله . 3ـ والتجسس على أهل الريب.".
وجاء في كتاب التوحيد للمجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( باب من هزل بشيء فيه ذكر لله أو القرآن أو الرسول ) وقول الله تعالى (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن )) قال بعض المنافقين " مارأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء ". قال عوف بن مالك " كذبت ، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في شرحه على هذا الباب : ( هذا من انكار المنكر ومن النصيحة لولاة الأمور ، فالمسلم يبلغهم مقالات المفسدين والمنافقين من أجل أن يأخذوا على أيديهم لئلا يخلوا بالأمن ويفرقوا الكلمة ... وهو من الإصلاح لا من النميمة ). ا.هـ. اعانة المستفيد في شرح كتاب التوحيد2/189.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : يجب أن نكون عينا وعونا لولاة أمرنا .
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 57 [11564] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال اجتمع أناس من الأنصار فقالوا آثر علينا غيرنا(( فبلغ ذلك النبي ي(( فجمعهم ثم خطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله قالوا صدق الله ورسوله قال ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله قالوا صدق الله ورسوله قال ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله قالوا صدق الله ورسوله ثم قال ألا تجيبونني ألا تقولون أتيتنا طريدا فآويناك وأتيتنا خائفا فآمناك ألا ترضون ان يذهب الناس بالشاء والبقر وتذهبون برسول الله ي فتدخلونه بيوتكم لو ان الناس سلكوا واديا أو شعبة وسلكتم واديا أو شعبة سلكت واديكم أو شعبتكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض . قلت : الشاهد فيه ( فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ) ولم ينكر الرسول على الذي بلغه الخبر ولم يقل هذه نميمة أو تجسس بل أمر بجمعهم وقال لهم كما في بعض الطرق: (يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتنى عنكم أكثرتم فيها) وذكر الحديث . ولو كان هذا الامر منكرا لأنكر عليه الرسول ، فلما لم ينكر عليه دل هذا على أن ابلاغ السلطان على وجه فيه المصلحة هو أمر مشروع . جاء في بعض الروايات أن الذي بلغه هو : سعد بن عبادة رضي الله عنه .
وقال الجويني في كتابه غياث الأمم :
( إن نبغ في الناس داع في الضلالة وغلب على الظن أنه لا ينكف عن دعوته وشر غائلته فالوجه : أن ـ السلطان ـ يمنعه وينهاه ويتوعده لو حاد عن ارتسام أمره وأباه فلعله ينزجر وعساه . ثم يكل به موثوقا به حيث لا يشعر به ولا يراه فإن عاد إلى ما عنه نهاه بالغ في تعزيره وراعى حد الشرع وتحراه . ثم يثنى عليه الوعيد والتهديد ويبالغ في مراقبته من حيث لا يشعر. ويرشح مجهولين يجلسون إليه على هيئات متفاوتات ويعتزون إلى مذهبه ويسترشدونه ويتدرجون إلى التعلم والتلقي منه فإن أبدى شيئا أطلعوا السلطان عليه فيتسارع إلى تأديبه والتنكيل به).ص169.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم
__________________
-----------------------------------------------------------------------
ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ ---------------وأنّ لحاجاتِ النّفوسِ جَوايِحُ
إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ ------فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهم مُصالحُ
إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّا يضرُّهُ -----------------وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُ صالحُ
إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ ----------------فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله، مادِحُ | |
|